م.م. أحمد فالح وادي، بعنوان: (المراتب الدلالية لألفاظ القراءة في السياق القرآني - دراسة دلالية).

نوع المستند : تقارير البحوث

المستخلص

فهذا البحث يعالج العناية باللفظ القرآني، الذي يعد حجر الأساس في بناء التصورات السليمة لقضايا الكون والاجتماع والإنسان، ذلك أن «ألفاظ القرآن هي لبُّ كلام العرب وزبدته، وواسطته وكرائمه، ولذلك كان تحصيل معاني الألفاظ القرآنية سبيلًا لتجميع ما تناثر من أجزائها، وسببًا لإدراك مضامينها ومفاهيمها الكلية.
 فالتصورات الأولى لمنهج البحث تقوم على أساس جمع المادة من الألفاظ المعبرة عن ألفاظ القراءة في القرآن الكريم، وتصنيفها في ضوء نظرية المجالات الدلالية، وموقف المعجم العربي منها، ثم دراستها في ضوء السياق القرآني.
 ويتناول هذا البحث المستويات الدلالية لمعاني هذه الألفاظ من الناحية المعجمية والتطور الدلالي لهذه الألفاظ، وبيان الفروق الدقيقة بين هذه الألفاظ ودلالاتها.
        إنَّ الدلالة المعجمية واحدة من أنواع الدلالات التي تناولها اللغويون، ونصوا عليها في دراساتهم، ومعناها الوصول إلى المعاني الحقيقية للألفاظ، على أنَّه يمكن للمعجمي أن يتناول -بعد تتبع المعنى الحقيقي للفظ- المعاني المجازية إن وجدت، وهذا ما يعرف لدى الدلاليين بالدلالة الإضافية، ولدى البلاغيين بالمعنى المجازي للّفظ.
والقرآن الكريم المعجز في نظمه كثيرًا ما يشير إلى الاستعمالات المجازية للألفاظ، فضلًا على الاستعمال الحقيقي.
وقد اتبع الباحث المنهج التحليلي الوصفي في دراسة الموضوع، من خلال تتبع دلالات الألفاظ المستهدفة بالبحث، واستقصاء مظانها في القرآن الكريم، ومن ثمّ البحث في دلالاتها المتنوعة من خلال معانيها المعجمية أولاً، والمعنى السياقي الذي وردت فيه المفردة.
كما أن الإشكالية البحثية التي يرصدها البحث ويسعى لمعالجتها تقوم على الدلالات المتغايرة الناتجة من وفرة المعاني المعجمية وكيفية الإفادة منها في توسيع المعنى القرآني والتي كانت رافدًا في تنوع أقوال المفسرين في تفسيرهم للمعاني والمفردات.
 وقد استوى البحث على أربعة مباحث؛ تناول المبحث الأول: المستوى العام للقراءة من خلال كلمة «قرأ» ودلالاتها في القرآن الكريم، أما المبحث الثاني: فتناول القراءة بتدبر وفهم والعمل بكلام الله، وذلك من خلال دراسة كلمة «تلا» ومعانيها.
وقد خصص المبحث الثالث: للكلام عن حسن الأداء في القراءة، ألا وهو الترتيل من خلال كلمة «رتل» مبينًا دلالتها ومعناها، أما المبحث: الرابع فتناول القراءة بتعبد، ويتبين ذلك من دراسة كلمة «ذكر»، وقد خلص البحث إلى جملة من النتائج والاستنتاجات.
ولا يسعني في نهاية البحث إلا أن أحمد الله على ما منَّ به من إتمام هذا البحث، ليخرج بهذه الصورة ولا يخفى على القارئ صعوبة المسلك في الدراسات الدلالية وما تطلبه من عمق في الفهم والذوق اللغوي، ولعله يكون عذرًا للباحث الذي لا يسعه إلا الاعتراف بقلة البضاعة والبراءة إلى الله من خطأٍ غير مقصود، وما الأعمال إلا بالنيّات.

الكلمات الرئيسية